فى ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التى يعيشها أهالى قطاع غزة، تواصل نقابة الأطباء المصرية جهودها لدعم الجرحى والمرضى، حيث أعلنت عن تخصيص 2 مليون جنيه لتوفير المستلزمات الطبية العاجلة، فى خطوة تعكس التزامها المستمر بالواجب الإنسانى تجاه الأشقاء الفلسطينيين.

ولم تقتصر المبادرة على الدعم المادى فحسب، بل فتحت النقابة باب التطوع لأطبائها من مختلف التخصصات، للمشاركة فى تقديم الرعاية الصحية والعلاج للمتضررين، تأكيدًا لدور الأطباء المصريين فى إغاثة ضحايا العدوان وتخفيف معاناتهم.

قال الدكتور أبو بكر القاضى، أمين صندوق النقابة العامة للأطباء، إنهم فتحوا باب التسجيل -قبل انتهاء الحرب- لمن يرغب من الأطباء بالتطوع للسفر إلى غزة عقب إعلان وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن أعداد الأطباء المتطوعين فى الوقت الحالى تخطى الـ4000 طبيب فى مختلف التخصصات، موضحا أن النقابة تسعى حاليا للحصول على الموافقات اللازمة من أجل سفر الأطباء، مشيرا إلى بدء تجهيز عدة قوافل إغاثية تشمل أدوية ومستلزمات طبية، إلى جانب تكفل النقابة بدفع إيجارات شهرية لبيوت تسكنها 300 أسرة فلسطينية نزحت إلى مصر خلال الحرب، مع تقديم كافة المساعدات الطبية اللازمة لهم.

وأوضح القاضى، أن مجلس النقابة العامة اتخذ قرارا بتخصيص مبلغ 2 مليون جنيه، من لجنة "مصر العطاء" لصالح إعداد القوافل الطبية الخاصة بغزة، وشراء المستلزمات الطبية اللازمة للعلاج وإجراء العمليات الجراحية، نظرا لمعاناة القطاع من عجز شديد فى كافة المستلزمات الطبية، لافتا إلى أنه منذ بداية الحرب على غزة فى أكتوبر الماضى تم صرف نحو 2 مليون جنيه آخرين فى عدة قوافل إغاثية، تتضمن مستلزمات طبية ومساعدات إنسانية وغذائية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى والحكومة.

وأشار أمين صندوق نقابة الأطباء، إلى أن الجهود الإغاثية لنقابة أطباء مصر، بدأت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى السابع من شهر أكتوبر 2023، مرتكزة على ثلاثة محاور رئيسية، هى: فتح باب التبرعات وإعداد والمشاركة فى تجهيز عدد من القوافل الإغاثية، وفتح باب التطوع للأطباء، وتدريب البعض منهم بالمشاركة مع الهلال الأحمر المصرى، للمشاركة فى تقديم الخدمات الطبية والإسعافية للمصابين والمتضررين، وأخيرا مشاركة النقابة فى كافة البرامج التنسيقية مع النقابات ومؤسسات المجتمع المدنى وكل الجهات والفعاليات الخاصة بهذا الملف، فى إطار دعم الشعب الفلسطينى.

فيما قال الدكتور أسامة عبد الحى نقيب الأطباء، أن سفر الأطباء المصريين إلى غزة يأتى لتقديم الواجب وهو جزء من الموقف الأصيل للدولة المصرية، مشيرا إلى أنه جارى إعداد قائمة من 16 طبيبا من التخصصات المختلفة عبارة عن 3 من كل تخصص لتقديم المساعدات والقيام بالعمليات للفلسطينيين فى قطاع غزة، مشيرا إلى أن هناك تنسيقات تتم خلال الفترة الأخيرة مع الأجهزة المعنية لدخول الأطباء إلى القطاع، مؤكدًا أن الأطقم الطبية فى قطاع غزة تعمل وتقدم الخدمات والقيام بالعمليات العلاجية للفلسطينيين بمستشفيات القطاع، ولفت إلى أن هناك الكثير من المنظمات الإنسانية حريصة لإرسال مساعدات طبية إلى غزة لمساعدة الأطباء فى أداء عملهم.

ودعت نقابة الأطباء، كافة أعضائها فى تخصصات العظام والأطفال والجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية وجراحة المخ والأعصاب والطوارئ والتخدير والنفسية والعصبية للتسجيل فى الفريق الطبى الذى يتم إعداده فى لجنة مصر العطاء بنقابة الأطباء للمشاركة فى الدعم الطبى للشعب الفلسطينى، وذلك فى إطار المسؤولية الإنسانية والطبية التى تقع على عاتق الأطباء المصريين فى دعم الأشقاء الفلسطينيين.