سياسيون سودانيون يدينون إطلاق «الدعم السريع» حكومة موازية: «خطوة انتحارية» - شبكة أطلس سبورت

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وقَّعت ميليشيا الدعم السريع، مساء السبت الماضى، مع حلفائها ميثاقًا لتشكيل حكومة موازية، بالتزامن مع تقدم الجيش السودانى فى العاصمة الخرطوم وتحقيق انتصارات واسعة فى ولايات الجزيرة وشمال وغرب كردفان، بالإضافة إلى مدينة الفاشر.

وقال مشاركون فى التوقيع على الميثاق إن الميثاق تم توقيعه بين الدعم السريع وجماعات سياسية ومسلحة، لإنشاء ما أسموه بـ«حكومة سلام ووحدة»، ومن بين الموقعين على الميثاق: الهادى إدريس وإبراهيم الميرغنى، وعبدالعزيز الحلو، رئيس «الحركة الشعبية- شمال»، التى تسيطر على مناطق من ولاية جنوب كردفان.

وتم التوقيع على الميثاق الذى قدمه الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معه فى اجتماع مغلق بالعاصمة الكينية نيروبى.

وفى هذا الإطار، قال السياسى والخبير السودانى، عثمان ميرغنى، إن تشكيل الدعم السريع حكومة موازية هو خطوة غير مدروسة، جاءت نتيجة هزائم الميليشيا العسكرية وسقوط المشروعات السياسية التى ظل يطرحها تواليًا منذ صباح يوم اندلاع الحرب فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣.

وأوضح «ميرغنى»، لـ«الدستور»، أن تلك الخطوة لن يكون لها تأثير مباشر على الميدان العسكرى، لكنها تضع سيناريوهات التقسيم فى المنظور الأقرب سياسيًا، مضيفًا: «من الوارد أن تكون إحدى أهم تبعات هذا الإعلان هى فتح الباب لتقسيم ما تبقى من السودان، بعد أن بدأ التقسيم بجنوب السودان من قبل»، مشددًا على أن معظم القوى السياسية السودانية يقف ضد هذه الخطوة.

وتابع: «مجلس السيادة والجيش السودانى يعتبران ما حدث خطوة انتحارية، تضع بعض القوى السياسية أمام الأضواء الكاشفة، ليكون موقفها أكثر صراحة فى ارتباطها بالدعم السريع».

واعتبر السياسى السودانى أن خطوة الحكومة الموازية وُلدت ميتة، خاصة أن مجرد التوقيع على ميثاقها تعرض لولادة معقدة، اضطرت خلالها الميليشيا لحجب الفعالية والتكتم عليها، مستطردًا: «سيكون المحك هو تحديد المكان الذى تعلن فيه الحكومة، والأسماء التى تتولى المناصب فيها».

فيما قال السياسى السودانى، كمال كرار، إن توقيع ميثاق نيروبى تمهيدًا لإعلان حكومة فى مناطق الدعم السريع يكشف عن جوهر وطبيعة هذه الحرب، وهو الصراع على السلطة والحكم بقوة السلاح، حتى لو انقسم السودان.

وأضاف: «يكشف ما حدث عن كثافة التدخلات الخارجية فى الشأن السودانى، ورغبة جهات دولية فى تقسيم السودان، بالإضافة إلى طول أمد الحرب نفسها والإصرار على عدم إيقافها، وفشل الجهود الدولية فى إجبار الطرفين على وقف إطلاق النار، وهو ما أدى لهذه النتائج الوخيمة التى نراها اليوم».

وتابع: «سبب هذا الفشل أن الأطراف التى تتوسط لإنهاء الحرب هى نفسها ضالعة فى التدخلات، وتنحاز لهذا الطرف أو ذاك، وعمومًا هذه الخطوة خطيرة على وحدة السودان، وتهدد بإقامة النموذج الليبى على التراب السودانى».

وأشار «كرار» إلى أن الميثاق والحكومة الموازية سيُستخدمان ككروت ضغط فى المستقبل، وبالتالى لن يكون التفاوض فى اليوم التالى بعد الحرب بين طرفين عسكريين فقط، بل بين مجموعات سياسية تحت راية كل طرف، ما يعقد الوصول لحلول جذرية تنهى القتال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق