بعد توالي كتاباته السياسية في صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أصبح محمد التابعي محط إعجاب رئيس تحرير الصحيفة، الذي دعاه لمشاهدة مسرحية "غادة الكامليا"، فعقب العرض، عبر التابعي عن إعجابه بالأداء التمثيلي لروزال يوسف وعزيز عيد، بينما انتقد أداء يوسف وهبي، ما دفع رئيس التحرير لدعوته لكتابة أول مقال نقدي فني، نُشر في مجلة "سفنكس" بتوقيع التابعي تحت اسم "mtm"

في هذا الصدد، علق الكاتب الصحفي سيد محمود، خلال فيلم "التابعي أمير الصحافة" الذي عرضته قناة "الوثائقية"، أن على الرغم من أن الكثيرين لا يعرفون أن بداية التابعي كانت في كتابة التعليقات النقدية للمسرحيات، إلا أن محمد التابعي استطاع أن يواصل التركيز على الجوانب المتعلقة بالدراما وحياة النجوم. 

وكان من أبرز الأسماء التي انتقدها التابعي هو يوسف وهبي، حيث شن حملات نقدية على الفنانين بهدف دفعهم إلى تطوير أدائهم وزيادة مستويات إبداعهم.

وبعد ثورة 1919 وعودة الزعيم سعد زغلول من منفاه، أعلن عن انتهاء الانتداب البريطاني في مصر في 8 فبراير 1922، وهذا التحول السياسي جاء ليشكل نقطة فارقة في الحياة السياسية والفنية في البلاد، حيث شهدت الساحة الفنية زخمًا واسعًا في تقديم العروض المسرحية. وتوالت كتابات التابعي النقدية التي نشرها في صحيفة "الأهرام" بتوقيع "حندس".

في تلك الفترة، كان المسرح الغنائي يمر بمرحلة ازدهار، وأخذ التابعي لنفسه اسم "حندس"، وهو الاسم الذي كان يرمز إلى الظلام الدامس، وكان يوجه انتقاداته إلى طريقة الأداء المبالغ فيها والمباشرة في الأعمال المسرحية، محملًا هذه الأساليب قدرًا كبيرًا من المبالغة والتكلف، ومن بين أهم المسرحيات التي كتب عنها التابعي كان "يوم 14".