أكد السياسي السوداني كمال كرار، أن توقيع ميثاق نيروبي في كينيا تمهيدا لإعلان حكومة في مناطق الدعم السريع يكشف جوهر وطبيعة الحرب في السودان وهو الصراع على السلطة والحكم بقوة السلاح، حتى لو انقسم السودان.

ووقعت ميلشيات الدعم السريع، مساء السبت، مع حلفائها ميثاقا لتشكيل حكومة موازية مع تقدم الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم وتحقيق تقدم واسع في ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور.

وقال مشاركون في هذا الميثاق لوكالة رويترز، إن الميثاق تم توقيع بين الدعم السريع مع جماعات سياسية ومسلحة لإنشاء ما أسموها بـ"حكومة سلام ووحدة".

كرار: تشكيل حكومة موازية يكشف كثافة التدخلات الخارجية بالسودان

وأوضح السياسي السوداني في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن توقيع ميثاق نيروبي لتشكيل حكومة موازية في السودان يكشف كثافة التدخلات الخارجية في الشأن السوداني ورغبة جهات دولية في تقسيم السودان، طول أمد الحرب نفسها والاصرار على عدم ايقافها وفشل الجهود الدولية في اجبار الطرفين علي وقف اطلاق النار أدى لهذه النتائج الوخيمة التي نراها اليوم.

وتابع في تصريحات لـ"الدستور": "سبب هذا الفشل أن الأطراف التي تتوسط لانهاء الحرب هي نفسها ضالعة في التدخلات وتنحاز لهذا الطرف أو ذاك، وعموما هذه الخطوة خطيرة على وحدة السودان وتهدد بإقامة النموذج الليبي على التراب السوداني".

وقال كرار، إن الميثاق والحكومة الرديفة ستستخدم ككروت ضغط في مستقبل الأيام وبالتالي لن يكون التفاوض أو التقرير في اليوم التالي بعد الحرب فقط بين طرفين عسكريين بل بين مجموعات سياسية تحت راية كل طرف وهذا سيعقد الوصول لحلول جذرية لنهاية الحرب.

وشدد على أن غالبية الشعب السوداني ضد الحرب وتقسيم الوطن وهؤلاء الذين أشعلوا الحرب بمن فيهم القوى السياسية لا يمثلون إلا ١٠%؜ من الشعب علي اقصي تقدير وبالتالي لن يفرضوا اجندتهم على الشعب والوطن.

وشدد كرار على أن معظم القوى السودانية الوطنية وعلي رأسها الحزب الشيوعي ولجان المقاومة وتجمعات اتحادية ومنظومات شعبية كانت ولا زالت تقف ضد الحرب وضد تداعياتها ورفضت بشدة إعلان نيروبي كما ترفض أي سلطة أمر واقع وترى الحل في انسحاب العسكر من المشهد السياسي بعد وقف الحرب وحل المليشيات واقامة سلطة مدنية ببرنامج محدد ينتهي بالانتخابات.

كرار: تشكيل حكومة موازية بالسودان قد يقود الحرب لمنحى خطير

ولفت كرار إلى أن مجلس السيادة الانتقالي والجيش يخوض حربا ضد مليشيا الدعم السريع وبالتالي لن يعترف بأي مواثيق سياسية بين المليشيا وقوى سياسية وسيعتبر الحكومة الرديفة غير شرعية، ولكن من الوارد جدا أن تأخذ الحرب منحي خطير أذا اعترفت دول اخرى بحكومة المليشيا وسلحتها باسلحة نوعية كالصواريخ والطيران.

وحذّر كرار من أن ما يحدث الآن من تداعيات سببه أن الطرفين اقتنعا باستحالة تحقيق أي نصر نهائي وبالتالي يبحثان عن شرعيات سياسية، وربما يكونان الآن أقرب لاتفاق هدنة أو وقف إطلاق للنار لتحقيق المكاسب على طاولة المفاوضات وربما تقسيم جديد للسلطة ولكن مهما كانت النتائج فسيواجه الوضع بمقاومة شعبية كبيرة فالشعب السوداني سئم الحروب ويحمل الطرفين مسؤولية ما حدث.