وقعت قوات الدعم السريع، مساء السبت، مع حلفائها ميثاقًا لتشكيل حكومة موازية مع تقدم الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم وتحقيق انتصارات واسعة في ولاية الجزيرة وكردفان والفاشر، فيما أكدت الحكومة السودانية إدانتها لهذه الخطوة والتمسك بوحدة السودان.
وفي هذا الإطار قال السياسي والخبير السوداني عثمان ميرغني إن تشكيل الدعم السريع حكومة موازية خطوة غير مدروسة، وجاءت كناتج من هزائم الدعم السريع العسكرية وشقوط المشروعات السياسية التي ظل يطرحها تواليًا منذ صباح يون اندلاع الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣.
وقال عثمان ميرغني في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن هذا الخطوة لن يكون لها تأثير مباشر على الميدان العسكري، لكن بالضرورة سيضع سيناريوهات التقسيم في المنظور الأقرب سياسيًا، مشيرًا إلى أنه من الوارد أن يكون إحدى أهم تبعات هذا الإعلان فتح باب لتقسيم ما تبقى من السودان، موضحًا أن التقسيم بدأ بجنوب السودان من قبل.
ميرغني: خطوة الحكومة الموازية بالسودان ولدت ميتة
وأوضح ميرغني أن الجسم الغالب للقوى السياسية السودانية ضد الخطوة وضح من انشقاق ثم اندثار مجموعة "تقدم" على خلفية الخلافات على هذه الخطوة.
وشدد على أن مجلس السيادة والجيش السوداني يعتبرونها خطوة انتحارية تضع بعض القوى السياسية أمام الأضواء الكاشفة ليكون موقفها أكثر صراحة في ارتباطها بالدعم السريع.
واعتبر السياسي السوداني أن خطوة الحكومة الموازية ولدت ميتة، ومجرد التوقيع على الميثاق تعرض لولادة قيصرية معقدة اضطرت لحجب الفعالية والتكتم عليها وسيكون المحك هو تحديد المكان تعلن فيه الحكومة والأسماء التي تتولى المناصب فيها.
الخارجية السودانية تدين تشكيل الحكومة الموازية
وأدانت وزارة الخارجية السودانية الخميس الماضي، محاولة نظيرتها الكينية تبرير موقف الرئيس الكيني وليم روتو باحتضان وتشجيع مؤامرة تأسيس حكومة لميليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها، في انتهاك صارخ لسيادة السودان وأمنه القومي، وتهديد خطير للسلم والأمن الإقليميين، وعلاقات حسن الجوار بين دول المنطقة، مؤكدة أن ذلك يمثل سابقة خطيرة لم يعرفها الإقليم ولا القارة من قبل.
وقالت إن ما يجري في نيروبي اجتماعات بين ميليشيا الجنجويد الإرهابية (الدعم السريع) وتابعيها، بهدف تأسيس حكومة موازية للحكومة الشرعية القائمة، فيما تواصل الميليشيا ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب واسع النطاق، وآخر هذه الفظائع مجزرة القطينة التي وقعت أثناء اجتماعات نيروبي وراح ضحيتها 433 من المدنيين.
0 تعليق