قالت نجلاء مرعي، أستاذ العلوم السياسية والباحثة في الشؤون الإفريقية، إن الخطوة التي تم الإعلان عنها في 22 فبراير لم تكن مفاجأة، خاصة في ظل الحديث عن إمكانية تشكيل حكومة موازية في السودان من قبل قوات الدعم السريع، التي تحاول استعراض سيطرتها على بعض المناطق.
وأضافت "مرعي" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التوقيت الذي تم فيه الإعلان عن المؤتمر الذي استضافته كينيا حول السلام والوحدة يعد ذا أهمية خاصة، حيث جمع المؤتمر حوالي 30 مكونًا سياسيًا وعسكريًا وشعبيًا سودانيًا، على رأسهم الدعم السريع وحزب الأمة القومي، بالإضافة إلى العديد من الحركات الشعبية والمسلحة.
ترادع كفاءة ميليشيا الدعم السريع
وأشارت "مرعي" إلى أن التوقيت يعكس تراجع كفاءة قوات الدعم السريع، حيث شهدنا مؤخرًا فرض الجيش السوداني لسيطرته على كامل مدينة الخرطوم، مما يمثل رمزًا استراتيجيًا وميدانيًا واضحًا.
وأكدت أن الدعم السريع يعاني من ضعف عسكري، ولا يمكن لقادته البقاء في أي مدينة من مدن دارفور، مما يدفعهم إلى محاولة خلق توازن سياسي بعد سلسلة من الخسائر.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن اختيار كينيا كمكان لعقد المؤتمر يعود إلى سمعتها كدولة لا تتعرض لعقوبات دولية، مما يسهل عليها القيام بدور الوسيط، ومع ذلك، قوبل هذا التدخل بانتقادات من مجلس السيادة السوداني، وتزايدت التساؤلات حول إمكانية الالتفاف على مجلس السيادة، ما يعكس عدم التنسيق بين القوى السياسية.
أوضحت "مرعي"، أن فكرة تشكيل حكومة موازية تُعد غير صحيحة، حيث تهدف إلى تقسيم السودان، وأكدت أن قوات الدعم السريع لن تتمكن من تحقيق شرعية لها في نيروبي، خاصة في ظل وجود 18 كيانًا سياسيًا وحزبيًا قد رفضوا هذه الخطوة، من ضمنهم ائتلاف صمود الذي قاده حمدوك.
كما أشارت إلى ارتباط حمدوك بقوى غربية، مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك في تشكيل التحالف الجديد الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا، وأعربت عن قلقها من أن هذا الانقسام لن يسهل حل الأزمة، بل قد يعمقها أكثر.
وختمت "مرعي" بالتأكيد على أن الوضع في السودان يتطلب من جميع الأطراف المعنية أن تكون واعية للتحديات الحالية، وأن تعمل نحو تحقيق حل شامل يراعي مصالح جميع الفئات ويعزز استقرار البلاد.
0 تعليق