نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
على غرار التحديات الأمنية والإقتصادية .. ميرز يعمل على إحياء أوروبا من جديد - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 24 فبراير 2025 11:53 مساءً
يوم عظيم في ألمانيا إذ فاز التحالف المسيحي المحافظ، بزعامة فريدريش ميرز، في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في ألمانيا، متقدما على حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الذي حقق أفضل نتيجة له في تاريخه، وفق تقديرات أولية غير رسمية.
يذكر أن التحالف المسيحي المحافظ يتكون من حزبين: الحزب المسيحي الديمقراطي، بزعامة فريدريش ميرز وهو الحزب الأكبر، وشقيقه الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، بزعامة ماركوس زودر.
وكشفت المؤشرات الأولية غير الرسمية أن حزب "البديل" اليميني الشعبوي حل في المركز الثاني، متقدما على الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
وبالفعل حصل التحالف على نسبة 28.6 في المئة وفق تقديرات أولية غير رسمية، في حين حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على نسبة 20.8 في المئة، وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب يميني متطرف في انتخابات اتحادية منذ الحرب العالمية الثانية.
تشكيل التحديات الحكومية المستقبلية يوم عظيم في ألمانيا
أعلن زعيم التحالف المحافظ، فريدريش ميرز، رغبته في تشكيل حكومة "بأسرع وقت ممكن" لتجاوز أزمات ألمانيا.
وقال ميرز، البالغ من العمر 69 عاما، في برلين بعد الانتصار: "العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة... يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مجددا للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مرة أخرى".
وبالرغم من خلاف ميرز مع الإدارة الأمريكية،هنأه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قائلاً "يوم عظيم لألمانيا" بعد فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية هناك.
وقال الرئيس الجمهوري على منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي: "إنه يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف: "كما هي الحال في الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من الأجندة غير المنطقية، خصوصا فيما يتعلق بالطاقة والهجرة".
علاقة ميرز الوطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية
وكان من المتوقع أيضاً أن يصبح فريدريش ميرز، المستشار الألماني الأكثر ميلًا إلى الولايات المتحدة، إذ لم يسبق في التاريخ أن كان لرئيس حكومة ألماني مثل هذا القدر من التقارب مع الولايات المتحدة الأميركية.
وسافر ميرز إلى الولايات المتحدة أكثر من مائة مرة، وفقًا لإحصائياته الخاصة، ويعتبر الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان أحد من يعتبرهم قدوته.
في الوقت الذي يقترب فيه ميرز من تولي السلطة في ألمانيا، تحولت أمريكا التي يحبها من صديق لا غنى عنه إلى عدو. ويرى ميرز وغيره من زعماء التيار السائد في أوروبا على نحو متزايد أن الولايات المتحدة لم تعد منارة "مضيئة كعادتها على القمة "، كما كان ريغان يحب أن يسميها ، بل أصبحت قوة أخرى تنضم إلى روسيا والصين في محاولة لتقنين ديمقراطياتهما الهشة .
وفى الفترة الأخيرة بعد الكابوس القاتم الذي شهده أوروبا وبالأخص بعد كلمة نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خطابه أمام مؤتمر ميونخ للأمن من هذا الشهروإنتقاده لأوروبا بسبب قمعها حرية التعبير، قال ميرز على خشبة المسرح في مؤتمر ميونيخ للأمن، بعد أن ألقى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خطابًا وصف فيه الأحزاب الوسطية في أوروبا ، وليس روسيا أو الصين ، بأنها التهديد الأكبر للأمن الأوروبي: "إن هذا حقًا هو تغيير العصر".
وأضاف ميرز: "إذا لم نسمع نداء الاستيقاظ الآن، فقد يكون الأوان قد فات بالنسبة للاتحاد الأوروبي بأكمله".
ومن المرجح أن يسجل التاريخ الأوروبي ظهور فانس في ميونيخ باعتباره تحولاً تاريخياً لا يقل أهمية عن خطاب فلاديمير بوتن في عام 2007 في نفس المؤتمر، عندما أعلن الرئيس الروسي فعلياً الحرب على النظام الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة.
والآن، أصبحت الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب نفسها هي التي تدير ظهرها لهذا الإجماع.
ووفقًا للتوقعات الرسمية يبدو أن تحالفه المحافظ قد فاز في الانتخابات الوطنية التي جرت الأحد بنسبة 29% من الأصوات الأولية.
مسقط رأس ميرز
ولد ميرز بعد عقد من انتهاء الحرب العالمية الثانية في ساورلاند، وهي منطقة ريفية جبلية في ألمانيا الغربية.
فقد تأثر بالثقافة المحافظة الراسخة في المنطقة وانضم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي اليميني الوسطي وهو لا يزال في المدرسة الثانوية، وبعد أن أمضى فترة قصيرة في الجيش، التحق ميرز بالجامعة في بون، عاصمة ألمانيا الغربية آنذاك، حيث درس القانون.
أصبح ميرز عضوًا محافظًا في البرلمان الأوروبي في عام 1989، وهو العام الذي سقط فيه جدار برلين، وبعد خمس سنوات انتُخِب لعضوية البوندستاج الألماني، حيث طور علاقة وثيقة مع فولفجانج شويبله، المناصر القوي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمدافع القوي عن تكامل الاتحاد الأوروبي، وتحت وصاية شويبله، ارتفع مكان ميرز واعتبر مرشحًا محتملًا لمنصب المستشار.
مسار وظيفى متأرجح
وإنحصر صعوده في عام 2002، عندما خسر صراعًا على السلطة مع أنجيلا ميركل الأكثر وسطية، ولما رأى ميرز أنه لا دور له في الحزب الديمقراطي المسيحي تحت قيادة ميركل، انسحب إلى المقاعد الخلفية، وفي خضم الأزمة المالية العالمية في عام 2008 نشر قصيدة مدح للأسواق الحرة بعنوان "الجرأة من أجل المزيد من الرأسمالية"، وبعد عام واحد ترك البوندستاج للعمل كمحامي شركات، بينما تولى أيضًا قيادة مجموعة "أتلانتيك بروك"، وهي جماعة ضغط تدافع عن العلاقات عبر الأطلسي.
أثناء عمله مع شركة أتلانتيك بروك، دفع ميرز باتجاه إبرام اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ـ الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي ـ وأقام علاقات أوثق مع الولايات المتحدة، وتواصل مع الساسة الأمريكيين وقادة الشركات.
وعلى مدى أكثر من عقد من الزمان في القطاع الخاص، جلس ميرز في سلسلة من مجالس إدارة الشركات، بما في ذلك فترة عمل لمدة أربع سنوات مع شركة إدارة الأصول الأمريكية بلاك روك، وهي الفترة التي يعتبرها من أسعد فترات حياته.
عندما تنحت ميركل عن منصبها كزعيمة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في عام 2018، رأى ميرز فرصة للعودة إلى السياسة، واعتقد ميرز أن وسطية ميركل وسياساتها السخية تجاه اللاجئين قد فتحت الجناح الأيمن لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وسمحت بصعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
ورغم فوز ميرز ومحافظيه في الانتخابات التي جرت الأحد، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لا يحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور.
في بلد لا يزال متشككًا بشدة في الصناعة المالية، غالبًا ما يُنظر إلى ثروة ميرز ووقته في شركة بلاك روك، شركة الاستثمار الأمريكية، بعين الريبة، ولا يساعد الأمر أن ميرز يسافر بشكل روتيني حول البلاد بطائرته ذات المحركين، والتي يقودها بنفسه، بعد أن حقق حلمًا طوال حياته بالحصول على رخصة الطيران في الخمسينيات من عمره.
أزمة الإدارة الأوروبية
شهدت السنوات الأخيرة انخفاضاً ملحوظًا في الدور الألماني داخل الاتحاد الأوروبي، إذ عانت برلين، التي طالما اعتُبرت "الدولة التي لا غنى عنها"، من صراعات داخلية حادة في حكومتها الائتلافية بحسب ما كشفته تقارير لصحيفة "الجارديان" البريطانية
وأدى هذا الوضع إلى تذبذب المواقف، ما انعكس سلبًا على علاقاتها مع شركائها الأوروبيين.
أن العلاقات الألمانية-الفرنسية تأثرت بشكل خاص، خلال فترة المستشار أولاف شولتس، إذ افتقرت علاقته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الدفء والتناغم المعهود، ما أضعف المحور الفرنسي-الألماني، الذي يعد بمثابة المحور الرئيسي للاتحاد الأوروبي.
وشهدت العلاقات مع بولندا توترًا ملحوظًا، بسبب خلافات حول الدفاع الجوي الأوروبي ومظالم تاريخية.
تحديات الأمن والدفاع الناتجة عن الأزمة الأوكرانية الروسية
ويواجه "ميرز" مجموعة مُعقدة من التحديات الأمنية والدفاعية، إذ وعد بتقديم صواريخ توروس بعيدة المدى لأوكرانيا، في تحول لافت عن سياسة سلفه شولتس، الذي طالما رفض هذه الخطوة، وفقًا للصحيفة البريطانية.
بسبب وعوده فى للرئيس الأوكراني زيلينسكى ديسمبر الماضي بحسب ما أوردته إذاعة "صوت أميريكا" تجاه تزويد أوكرانيا بصواريخ توروس وكان ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بينه وبين زيلينسكى أثناء زيارته بكييف في التاسع من ديسمبر الماضي .
ونقلت أيضاً "الجارديان" البريطانية عن يانا بوجليرين، مديرة مكتب برلين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن فريق ميرتس يدرك حجم التحديات العالمية وضرورة وجود حكومة ألمانية فاعلة في أقرب وقت ممكن.
وتضيف أن هناك إجماعًا بين الأحزاب الرئيسية على أنه "لا يمكن التخلي عن أوكرانيا"، لكنها تتوقع "مفاوضات ائتلافية صعبة" حول تمويل المساعدات.
وسيواجه ميرز ضغوطًا متزايدة لزيادة الإنفاق الدفاعي الألماني إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، خلال قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" المقبلة، يونيو، وهو ما قد يتطلب إصلاحات جذرية في السياسة المالية الألمانية.
مصير العلاقات الدولية..
وبعد تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات نائبه جيه دي فانس، معتبرا أن حرية التعبير في تراجع في أوروبا التي تواجه أيضا مشكلة هجرة كبرى، في تصعيد لانتقاداته لحلفاء بلاده التقليديين.
وفي تعليقه على انتقادات نائبه جاي دي فانس للسياسات الأوروبية خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، قال الرئيس الأمريكي للصحافيين "لقد استمعت إلى الخطاب الذي تحدث فيه عن حرية التعبير وأعتقد أنه صحيح، في أوروبا، يفقدون حقهم الرائع في حرية التعبير. أرى ذلك".
وبعد إنتقاد اللازع الخاص بوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس تجاه خطاب فانس، قائلا إنه من "غير المقبول" مقارنة الأوضاع في أوروبا بتلك الموجودة في الأنظمة الاستبدادية، مؤكداً أن الديمقراطية الألمانية تسمح بتمثيل جميع الآراء، بما في ذلك الأحزاب المتطرفة، لكنها ترفض منحها شرعية سياسية.
وففي سياق ذلك أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى تحول مهم في موقف ميرز من التعامل مع إدارة ترامب، خاصة بعد لقاء نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، مع زعيمة اليمين المتطرف أليس فايدل وانتقاده للديمقراطيات الأوروبية.
وعن العلاقات الدولية تشير يانا بوجليرين، مديرة مكتب برلين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى موقف ألمانيا المتأرجح تجاه الهجمات على الاتحاد الأوروبي"، ما قد يدفع برلين نحو تعزيز التكامل الأوروبي.
وفي السياق نفسه، يتوقع يانيس إيمانويليدس، نائب الرئيس التنفيذي للمركز الأوروبي للسياسات، أن يتمتع ميرز بعلاقات أفضل مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك والرئيس الفرنسي ماكرون.
ويرى إيمانويليدس أن أسلوب قيادة ميرز يشير إلى رغبته في لعب دور أقوى، مقارنة بسلبية شولتس ، لكنه يحذر من أن "كالشيطان الذى يتعمق في التفاصيل".
وعن ملف الضغوط الاقتصادية والهجرة يواجه ميرز تعرقلات اقتصادية وسياسية ، إذ يتعين عليه الموازنة بين التزاماته المحافظة ماليًا وضرورات الإنفاق المتزايد، إذ أبدى انفتاحًا على إصلاح "كابح الديون" الألماني، الذي يحد من الاقتراض الحكومي السنوي بنسبة 0.35% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أظهر مرونة تجاه فكرة السندات الأوروبية المشتركة للدفاع.
وفي ملف الهجرة، تتوقع "ذا جارديان" أن يتراجع "ميرز" عن بعض مواقفه المتشددة، مثل فرض رقابة دائمة على الحدود الألمانية ورفض جميع طالبي اللجوء، خاصة أن مثل هذه الإجراءات قد تضر بالعلاقات مع دول الجوار.
وسبق أن انتقد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، إجراءات مماثلة، واصفًا إياها بأنها "غير مقبولة".
وتختتم الصحيفة، بالإشارة إلى أن نجاح ميرز في إعادة ألمانيا إلى دورها القيادي بأوروبا، سيعتمد على قدرته على الموازنة بين المصالح المتعارضة والتحديات المتعددة، في وقت تشهد فيه القارة الأوروبية تحولات عميقة في علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، وتواجه تحديات متزايدة في مجالات الأمن والدفاع والهجرة والاقتصاد.
0 تعليق