في ذكرى ميلاد شاعر الخضراء.. جولة بين أجمل قصائد أبو القاسم الشابي - شبكة أطلس سبورت

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحل اليوم ذكرى ميلاد شاعر الحب والحياة أبو القاسم  الشابي المولود في مثل هذا اليوم من العام 1909 في بلدة الشَّابة، التابعة لولاية توزر بتونس، حيث اشتهر بلقب شاعر الخضراء وهو من أبرز شعراء العصر الحديث.

محطات في حياة شاعر الخضراء 

منذ نعومة أظافره، حفظ الشابي القرآن الكريم وتلقى تعليمه الابتدائي باللغة العربية دون غيرها في الكتاتيب القرآنية في مدينة قابس (جنوب)، وكانت له ذاكرة قوية مكّنته من حفظ القرآن وهو في التاسعة وبدأ يتعلم أصول العربية والدين على يد والده إلى أن أرسله عام 1920 إلى العاصمة التونسية، وهو في الثانية عشرة لمتابعة الدراسة الثانوية في جامع الزيتونة.

كان الشابي يرتاد مكتبتي قدماء الصادقية والخلدونية لينهل من الأدب العربي القديم والحديث، وكذلك الأدب الأوروبي اعتمادا على بعض الترجمات، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق بجامعة الزيتونة بتونس، وحصل منها على ليسانس الحقوق ١٩٣٠م.

للشابي إسهامات عديدة في المجالي الأدبي والشعري، حيث قدم العديد من المقالات والقصائد التي حظيت باهتمام كبير في مختلف الصحف التونسية والمصرية.

واشتهر أبو القاسم الشابي بشعره الثوري، الذي يعبر عن قضايا وهمومه شعبه، وفي الكثير من قصائده يحثهم على النضال ضد أشكال الاستعباد، في سبيل الحرية والاستقلال.

الشاعر أبو القاسم الشابي

عاني الشابي من مرض بالقلب منذ ولادته، وكان يشكو من تضخم في القلب فارق على أثره الحياة وهو في ريعان شبابه، حيث وافته المنية عام ١٩٣٤م، تاركًا إرثًا كبيرًا من القصائد التي ألهمته الشعب التونسي ورددها الكثيرين في أنحاء الوطن العربي منها: "إرادة الحياة" و"صلوات في هيكل الحب"، "أيها الحب أنت سر بلائي"، "سَئمتُ اللَّيالي وأَوجاعها"، وغيرها الكثير.

قصيدة "إردة الحياة"

إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ

وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ

ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ

وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ

رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ

ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ

ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ

وفي قصيدة "ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا" يقول:

ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا

سَعيدًا بِوَحْدتي وانفرادي

أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي الغاباتِ

بَيْنَ الصّنوبرِ الميَّادِ

لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا يصرف

نَفْسي عنِ استماع فؤادي

أرْقُبُ الموتَ والحياةَ وأصغي

لحديثِ الآزالِ والآبادِ

وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ

وأُصْغي إلى خريرِ الوادي

وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ

والنَّهرَ والضّياءَ الهادي

عيشةً للجمال والفنّ أبغيها

ويشدو في قصيدته "صلوات في هيكل الحب" قائلًا:

عذبة أنت كالطفولة كالاحلام كاللحن كالصباح الجديد

كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد

يالها من وداعة وجمال وشباب منعم املود

يالها من طهارة تبعث التقديس في مهجة الشقي العنيد

يالها رقة تكاد يرف الورد منها في الصخرة الجلمود

أنتِ..... ما أنتِ رسمٌ جميلٌ عبقري من فن هذا الوجودِ

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق