نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استبعاد أوكرانيا من «محادثات السلام» بين أميركا وروسيا ستكون نتيجته «مدمرة» - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأحد 23 فبراير 2025 01:10 مساءً
لم تتم دعوة أوكرانيا إلى اللقاء الرئيس بين المسؤولين الأميركيين والروس في المملكة العربية السعودية، أخيراً، كي يقرروا شكل السلام في هذا البلد، بعيداً عن رأي أصحاب البلاد. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن «أوكرانيا لن تقبل أي قرارات في هذه المفاوضات دون مشاركتها، لوضع حد للحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات وأدت إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص».
ومن الواضح أن قرار التفاوض على سيادة الأوكرانيين دون وجودهم في المحادثات، إضافة إلى محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الابتزازية بصورة صارخة للحصول على نصف المعادن النادرة الخام في هذه الدولة، كثمن للدعم المستمر الذي تقدمه واشنطن، يكشف الكثير عن كيف ينظر ترامب إلى أوكرانيا وأوروبا. ولكن عند النظر إلى حوادث التاريخ، نرى أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الدول العظمى بالتواطؤ في ما بينها والتفاوض على حدود جديدة أو مناطق نفوذ جديدة دون تدخل الشعوب التي تعيش فيها. ونادراً ما تنتهي مثل هذه السياسة القائمة على القوة إلى خير بالنسبة للمتضررين منها، بل على العكس من ذلك، إذ تكون سبباً لاندلاع اضطرابات طويلة الأمد، كما تظهر هذه الأمثلة التاريخية الستة.
الصراع في إفريقيا
في شتاء عام 1884 دعا المستشار الألماني أوتو فون بسمارك القوى الأوروبية الكبيرة إلى الاجتماع في برلين من أجل مؤتمر يهدف «لشرعنة» التقسيم الموجود بين الدول الإفريقية. ولم تكن أي دولة إفريقية موجودة في المؤتمر، ما أدى لما بات يعرف في ما بعد بـ«الصراع في إفريقيا»، ومن بين الأشياء الأخرى نجم عن هذا المؤتمر إنشاء دولة الكونغو الحرة، تحت الهيمنة البلجيكية، وهو المكان الذي ظهرت فيه أبشع الأعمال الوحشية الاستعمارية ونجم عنه مقتل الملايين من البشر.
وأنشأت ألمانيا أيضاً مستعمرة ألمانية في جنوب غرب إفريقيا «في نامبيا الحالية» حيث تم ارتكاب أول أعمال الإبادة الجماعية في القرن العشرين ضد الشعوب الخاضعة للاستعمار، فكيف تغيرت حدود إفريقيا بعد مؤتمر برلين؟ نتيجة لذلك التقسيم لم تهدأ الاضطرابات في القارة السمراء حتى وقتنا الحالي، ووقع العديد من المجازر والحروب بين هذه الكيانات التي تم تقسيمها.
اتفاقية ثلاثية
لم تكن إفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي تم تقسيمها على هذا النحو، ففي عام 1899 عقدت ألمانيا والولايات المتحدة مؤتمراً وأجبرت شعب «سامونس» الذي يعيش في جزر في جنوب المحيط الهادي على تقسيم جزره بين الدولتين، وتم ذلك على الرغم من أن شعب «سامونس» أعرب عن رغبته إما في الحصول على حكم ذاتي أو الحصول على وحدة كونفدرالية مع جزر هاواي.
وتعويضاً عن عدم حصولها على أي شيء من جزر «ساموا» حصلت بريطانيا على اليد العليا في جزر «تونغا» دون منازعة من أي طرف آخر. وأصبحت جزر «ساموا» الألمانية تحت حكم نيوزيلندا، بعد الحرب العالمية الثانية وظلت جزر «ساموا» الأميركية إضافة إلى جزر عدة أخرى في المحيط الهادي خاضعة للولايات المتحدة حتى الآن.
اتفاقية «سايكس - بيكو»
بينما كانت الحرب العالمية الأولى مستمرة وافق ممثلون عن بريطانيا وفرنسا على تقسيم الإمبراطورية العثمانية التي انهارت في حينه، ولم يتم استدعاء الدولة العثمانية، وهو ما بات يعرف باتفاقية «سايكس - بيكو»، وكانت هذه الاتفاقية مناقضة للالتزامات التي ذكرتها العديد من الرسائل المعروفة بمراسلات حسين - مكماهون، حيث وعدت بريطانيا بدعم العرب للاستقلال عن الحكم التركي.
اتفاقية ميونيخ
في سبتمبر عام 1938 التقى رئيسا الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلاين، والفرنسي إدوارد دالاديير، مع الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني، والزعيم النازي الألماني أدولف هتلر للتوقيع على ما أصبح يعرف الآن بـ«اتفاقية ميونيخ». وسعى القادة الأربعة إلى منع انتشار الحرب في أوروبا بعد أن قام هتلر بالتحريض على ثورة في المناطق الناطقة باللغة الألمانية في تشيكوسلوفاكيا والمعروفة بـ«سوديتنلاند»، وقام هتلر بذلك بذريعة حماية الأقليات الألمانية، ولكن لم يتم دعوة أي شخص من تشيكوسلوفاكيا إلى الاجتماع كي تُدلي حكومتها برأيها. ولايزال يجري النظر إلى هذا الاجتماع من قبل كثيرين باعتباره «خيانة ميونيخ»، وهو مثال تقليدي على محاولات استرضاء بعض الأطراف على أمل زائف لمنع الحرب.
اتفاق «مولوتوف ريبينتروب»
عندما قرر هتلر اجتياح أوروبا الشرقية، كان من الواضح أن العقبة الأساسية أمامه هي الاتحاد السوفييتي، وعليه اتخاذ أي خطة لتفاديها، وبناء عليه قام بتوقيع اتفاقية عدم اعتداء مع الاتحاد السوفييتي.
وأطلق على الاتفاقية اسم «فايشسلاف مولوتوف وجوشيم فون ريبينتروب»، وهما وزيرا خارجية الاتحاد السوفييتي وألمانيا، وتتضمن الاتفاقية أن الاتحاد السوفييتي لن يتدخل عندما يقوم هتلر باحتلال بولندا، وتتضمن اقتسام أوروبا بين العالمين الألماني والسوفييتي، وهو ما سمح للاتحاد السوفييتي بتوسيع نطاقه إلى رومانيا وجمهوريات البلطيق، وقام بمهاجمة فنلندا، كما أنها استولت على حصتها في الأراضي البولندية. ولهذا فإنه ليس من المستغرب أن بعض الدول في أوروبا الشرقية ترى المحادثات الأميركية الروسية بشأن مستقبل أوكرانيا تمثل إحياءً لهذا النوع من الدبلوماسية السرية التي عملت على تقسيم الدول الصغيرة في أوروبا بين الدول الكبيرة التي تهدف إلى تعزيز مصالحها في الحرب العالمية الثانية.
«مؤتمر يالطا»
عندما باتت هزيمة ألمانيا النازية وشيكة، التقى رئيس الحكومة البريطانية وينستون تشرشل، والزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، عام 1945، ليقرروا مصير أوروبا في أعقاب الحرب.
وبات يطلق على هذا اللقاء اسم «مؤتمر يالطا». وإلى جانب مؤتمر «بوتسدام» الذي عقد بعد أشهر عدة، وضع «مؤتمر يالطا» البنية السياسية التي أدت إلى انقسام أوروبا إلى عالمين شرقي وغربي، خلال الحرب الباردة.
وفي يالطا قرر «الثلاثة الكبار» تقسيم ألمانيا، بينما عُرض على ستالين أيضاً مجال اهتمام في أوروبا الشرقية. وأخذ ذلك شكل سلسلة من الدول العازلة في أوروبا الشرقية، وهو نموذج يعتقد البعض أن بوتين يهدف إلى تقليده في شرق أوروبا وجنوبها الشرقي ليكون نوعاً من جدار الصد الذي يريده كي يضمن بقاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعيداً عن الحدود الروسية. عن «الكونفرزيشن»
. قرار التفاوض على سيادة الأوكرانيين دون وجودهم في المحادثات يكشف كيف ينظر ترامب إلى أوكرانيا وأوروبا.
. ليس من المستغرب أن بعض الدول في أوروبا الشرقية ترى المحادثات الأميركية الروسية بشأن مستقبل أوكرانيا إحياءً للدبلوماسية السرية التي عملت على تقسيم الدول الصغيرة في أوروبا بين الدول الكبيرة في الحرب العالمية الثانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق