الحقوقى الدولى كينيث روث: ترحيل الفلسطنيين «جريمة حرب» ويقلل من احتمالات السلام - شبكة أطلس سبورت

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

أكد المدير التنفيذى السابق لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، كينيث روث، أن إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة «غير قانونى»، ويرتقى إلى كونه «جريمة حرب»، مشيرًا إلى تراجع «حل الدولتين»، خلال الفترة الجارية، لأن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، شجع معارضى الدولة الفلسطينية من اليمين المتطرف الإسرائيلى. 

وقال «روث»، فى حواره مع «الدستور»، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يعارض وقف إطلاق النار الدائم، لأنه يحتاج إلى حرب دائمة للحفاظ على دعم وزرائه من اليمين المتطرف، مشددًا على أن الخطة المصرية العربية لإعادة الإعمار دون تهجير «جيدة»، خاصة أنها تربط إعادة الإعمار بمسار لا رجعة فيه نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

 

■ بداية.. ما مدى قانونية تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ 

- لا يمكن إجبار الفلسطينيين قانونًا على مغادرة غزة، فقد أدى القصف الإسرائيلى بالفعل إلى نزوح نحو ٩٠٪ منهم من منازلهم إلى مخيمات النازحين فى غزة، لكن هذا يختلف كثيرًا عن طردهم بالقوة من غزة.

واقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بطرد جميع الفلسطينيين من غزة غير قانونى تمامًا، فالترحيل القسرى الجماعى هو جريمة حرب، وينتهك المادة ٤٩ من اتفاقية جنيف الرابعة، التى تحظر إجبار الناس على الخروج من الأراضى المحتلة.

وقد صادقت إسرائيل ومصر والولايات المتحدة ومعظم الحكومات الأخرى على اتفاقيات جنيف، ما يجعلها قانونًا دوليًا ملزمًا. ونظرًا لحجم هذا الاضطهاد، فإن التهجير أيضًا جريمة ضد الإنسانية.

وبالتأكيد تحتاج غزة إلى إعادة الإعمار، لكن هذا ليس عذرًا لطرد الفلسطينيين بشكل دائم من منازلهم، ويمكن إعادة بناء غزة من خلال توفير مساكن مؤقتة مع إعادة بناء المنازل الدائمة للفلسطينيين، لكن بدلًا من ذلك، يؤيد ترامب حل اليمين المتطرف الإسرائيلى للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، أى التخلص من الفلسطينيين.

وقد كان هناك نوع من الافتقار إلى الجدية فى تصريحات ترامب، إذ يبدو أنه لم يكن هناك تخطيط رسمى لذلك كما يحدث عادة لأى اقتراح جاد، ولكن آثار تصريحاته حقيقية للغاية، فطالما اعتبرت خطة اليمين المتطرف الإسرائيلى لترحيل جميع الفلسطينيين لعنة من قبل أى جهة جادة فى المنطقة، لكن ترامب سعى الآن إلى إضفاء الشرعية على ما لا يمكن تصوره، ومع ذلك، فإن هذا لا يجعل المقترحات أقل إجرامًا.

■ هل يمكن مقاضاة الرئيس الأمريكى أو تقديم شكوى أو دعوى قضائية دولية ضده بناءً على هذه التصريحات؟

- إذا كان ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سيمضيان فى هذه الخطة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة فسوف يستدعى عمليًا توجيه اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وستكون جريمة بهذا الحجم جديرة باهتمام المحكمة تمامًا، وستكون لها ولاية قضائية، لأن فلسطين انضمت إلى المحكمة، وعلى نفس الأساس كان اتهام المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق جالانت بتجويع المدنيين الفلسطينيين فى غزة.

■ ما مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة الآن فى ظل تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق؟

- تقول «حماس» إنها ستمضى قدمًا فى إطلاق سراح الرهائن، لذا فإن وقف إطلاق النار الفورى سيستمر على الأرجح، لكن نتنياهو يعارض وقف إطلاق النار الدائم؛ لأنه يحتاج إلى حرب دائمة للحفاظ على دعم وزرائه من اليمين المتطرف، وهذا ما أعتقد أنه يحتاج إليه للاحتفاظ بالسلطة وتجنب اتهامات الفساد المعلقة.

■ وفقًا للقانون الدولى.. من يجب أن يتحمل تكاليف إعادة الإعمار مع الإقرار بمسئولية قوات الاحتلال عن تدمير القطاع؟

- بقدر ما يرجع الدمار فى غزة إلى جرائم حرب إسرائيلية، وكثير منه يرجع إلى القصف الإسرائيلى العشوائى وغير المتناسب، فإن إسرائيل يمكن أن تتحمل المسئولية القانونية عن دفع تكاليف إعادة الإعمار.

وقد أبدت دول الخليج العربية استعدادها للمساعدة، ولكن بشرط التحرك بشكل لا رجعة فيه نحو الدولة الفلسطينية، وهو ما يرفض نتنياهو قبوله.

■ ما رأيك فى خطة السلام العربية هذه والتى تتضمن إعادة إعمار القطاع دون تهجير؟

- هذه خطة جيدة، لأنها تربط إعادة الإعمار بمسار لا رجعة فيه نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

■ فى تقديرك.. ما السيناريو الأفضل لمستقبل اليوم التالى فى غزة بعد انتهاء الحرب؟

- ما زلت أعتقد أن حل الدولتين هو النتيجة الأفضل، وقال ولى العهد السعودى إنه لن يطبع العلاقات مع إسرائيل- ولن يمنح ترامب صفقة الشرق الأوسط الكبرى التى يسعى إليها- دون طريق لا رجعة فيه نحو الدولة الفلسطينية. وآمل أن يكون جادًا فى ذلك.

■ فى رأيك، هل لا يزال حل الدولتين قائمًا؟

- يظل حل الدولتين هو الخيار الأفضل، فهناك أربعة خيارات، الأول هو حقوق متساوية للجميع ضمن «واقع الدولة الواحدة» بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، الذى نتج عن المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض ذلك؛ لأنه سيفقدها أغلبيتها اليهودية.

والحل الثانى هو الوضع الراهن، أى الاحتلال الذى لا نهاية له، وهو ما تفضله الحكومة الإسرائيلية، ولكن يتم الاعتراف به بشكل متزايد على أنه فصل عنصرى، وبالتالى لا يمكن الدفاع عنه.

أما الحل الثالث فهو الترحيل القسرى الجماعى، وهو ما يفضله اليمين المتطرف الإسرائيلى، والآن ترامب، ولكن كما ذكرت، سيكون ذلك جريمة حرب صارخة.

وأخيرًا هناك الحل الرابع وهو حل الدولتين، أى دولة إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبًا إلى جنب. وهذا، فى رأيى، يظل الخيار الأفضل.

كيف تسهم خطة ترامب فى الإضرار بالشرق الأوسط؟

- إلى جانب تأييد جريمة حرب هائلة، فقد قلل ترامب من احتمالات السلام الإسرائيلى الفلسطينى، ومن غير المرجح أن توافق حركة «حماس» على وقف إطلاق نار طويل الأمد إذا كان ذلك يعنى الترحيل الجماعى لجميع الفلسطينيين فى غزة، كما تضاءل أيضًا احتمال «حل الدولتين» الآن، لأن ترامب شجع معارضى الدولة الفلسطينية من اليمين المتطرف الإسرائيلى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق