بعد سلسلة من المفاوضات الشاقة، تقترب مرحلة تبادل الأسرى في  غزة  من التنفيذ. 

في خطوة تثير العديد من الأسئلة حول مدى تنفيذ الاتفاق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التوصل إلى اتفاق مع الوسطاء لتسليم جثث أربعة رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة.

 ورغم تأكيدات إسرائيلية بأن الاتفاق قد تم، إلا أن حماس أعلنت عن تفاصيل جديدة حول آلية التبادل وأكدت استعدادها لمواصلة المفاوضات، فما هي تفاصيل هذا الاتفاق؟ وما هي آفاق تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق؟

اتفاق مبدئي بين إسرائيل وحماس:

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت لاحق من اليوم، عن توصل إسرائيل إلى اتفاق مع الوسطاء لتسليم جثث أربعة رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة.

ولم يوضح مكتب نتنياهو أي تفاصيل إضافية حول هذا الاتفاق، مكتفيًا بالتصريح بأن العملية ستتم في إطار اتفاق أوسع يضمن تنفيذ تبادل الأسرى بين الجانبين. 

من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها ستكشف عن موعد تنفيذ التبادل في الوقت المناسب، مؤكدة أن العملية ستتم وفق آلية جديدة تضمن التزام إسرائيل بالتنفيذ.

حماس تؤكد استعدادها للمرحلة الثانية:

في الوقت الذي أعلن فيه مكتب نتنياهو عن التوصل إلى اتفاق، أكد مصدر فلسطيني لموقع "فرانس برس" أن حماس ستسلم جثث أربعة رهائن إسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني. 

وبينما أكد المصدر أن العملية ستتم الخميس، أكدت حماس في بيانها أنها لم تتلق أي مقترح بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، رغم جاهزيتها لتنفيذها. 

هذا الصمت حول المرحلة الثانية يزيد من الغموض حول إمكانية تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.

الفصائل الفلسطينية وتبادل الجثث:

في خطوة تمهيدية لتنفيذ الاتفاق، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، إحدى الفصائل المسلحة في غزة، عن استعدادها لتسليم جثة إسرائيلي محتجز لدى الحركة. 

وقال الناطق باسم الألوية، المعروف باسم أبو عطايا، إن الفصيل قرر تسليم جثة الإسرائيلي أوهاد يهلومي أمنون يعلوني (50 عامًا) في إطار تنفيذ الاتفاق المرتقب. 

وأضاف أن الفصيل يطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق وضمان تنفيذ البروتوكول الإنساني.

النقل إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم:

حماس أفادت بأنه سيتم نقل جثث الرهائن الإسرائيليين إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، وهو مسار يتجنب أي محاولات إسرائيلية قد تعرقل تنفيذ الاتفاق. 

وبالرغم من أن هذه الخطوة تأتي بعد تأجيل إسرائيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الأسبوع الماضي، فإنها تمثل خطوة أولى في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

الضغوط الإسرائيلية والمواقف المتباينة:

وبينما تسعى إسرائيل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، تعرضت لانتقادات بسبب تأخير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الأسبوع الماضي، حيث اتهمت حماس إسرائيل بتنظيم "استعراضات عسكرية مهينة" للمحتجزين الإسرائيليين خلال عمليات التسليم السابقة. 

وهذا يشير إلى أن الاتفاق، رغم تقدمه، يواجه تحديات تتعلق بالثقة بين الجانبين.

إذًا، مع اقتراب تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، تظل أسئلة عديدة مطروحة حول ما إذا كانت حماس وإسرائيل ستتمكنان من الوفاء بجميع التزامات الاتفاق وضمان نجاح المرحلة الثانية. 

كما يبقى الشأن الإنساني في طيّ التبادل، مع رغبة كلا الجانبين في تحصيل المكاسب السياسية في ظل الصراع المستمر.