تطوير ذكاء اصطناعي متقدم لتعزيز رصد الزلازل في المملكة عبر 270 محطة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن توسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظامها الوطني للرصد الزلزالي، الذي يضم 270 محطة رقمية عالية الحساسية موزعة على مختلف أنحاء المملكة. يُظهر هذا التوسع التقدم العلمي والتقني الذي حققته الهيئة في مراقبة النشاط الزلزالي وتعزيز الأمن الجيولوجي الوطني.

تعتبر هذه الشبكة من أكبر الشبكات الإقليمية من حيث الانتشار الجغرافي والتكامل التقني، حيث تعمل المحطات على مدار الساعة باستخدام تقنيات متطورة لرصد أدق الاهتزازات الأرضية بما في ذلك الزلازل الصغيرة التي قد لا يشعر بها معظم السكان، لكنها تحمل مؤشرات علمية هامة تساعد في فهم النشاط التكتوني ومتابعة الصفائح الأرضية في المنطقة.

أشارت الهيئة إلى أن هذه المحطات تتصل مباشرة بالأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت الآمنة، مما يضمن سرعة نقل البيانات بشكل فوري إلى مراكز التحليل المتقدمة، حيث تُستخدم أحدث البرمجيات العلمية لتحديد موقع الزلزال وعمقه وقوته بدقة عالية، داخل المملكة، وخارجها في بعض الحالات، خاصة في المناطق الحدودية.

في هذا السياق، كشفت الهيئة عن تطوير خوارزميات تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي، التي تم تطبيقها بنجاح في مناطق ذات نشاط زلزالي متكرر، مما أدى إلى تحسين جودة البيانات المستخلصة من المحطات وتسريع عملية التقييم والتفاعل المبكر مع أي نشاط زلزالي.

يُعتبر هذا التطوير جزءًا من جهود الهيئة لتحديث بنيتها التحتية وتعزيز قدراتها الفنية، حيث تستثمر باستمرار في التدريب والتأهيل، وتحديث الأجهزة والبرمجيات، بالإضافة إلى التعاون مع المراكز البحثية والجامعات الوطنية والدولية لتبادل الخبرات وتعزيز كفاءة الرصد الزلزالي.

وأكدت الهيئة أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى توفير منظومة علمية متكاملة تدعم متخذي القرار وتعزز الأمن الجيولوجي في المملكة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تعطي أولوية للسلامة العامة والتخطيط العمراني السليم ضمن أهداف التنمية المستدامة.