نادية فكري: قهر الإعاقة بشجاعة الأمومة وقوة الحديد

نادية فكري: قهر الإعاقة بشجاعة الأمومة وقوة الحديد

في طفولتها، كانت نadia فكري تعيش أحلامًا في عالم الباليه والمسرح، ولا تعرف شيئًا عن الوزن والحديد. كانت تتابع برنامج “تياترو” بعيون تلمع بالأمل، وتطمح لأن تكون سندريلا أو بطلة “بحيرة البجع”. لكن القدر كانت له خطط أخرى.

دخلت الإعاقة إلى حياتها فجأة، وكأنها ظل ثقيل يحجب براءتها. أصبح لديها القدرة على الوقوف على قدم واحدة فقط، واعتمدت على الأمل في مواجهة الألم، وبدأت خوض تجارب العلاج الطبيعي. لم تستسلم، بل لجأت إلى السباحة لتتحرر من ضغوط الحياة.

في أوائل التسعينيات، وعندما غنى عمرو دياب عن أفريقيا، تأثرت نadia بشدة. كانت طالبة في الثانوية، تشعر بالقلق حيال دراستها، حتى سمعت قصة فتاة تدعى فاتن حجازي، التي عادت من بطولة رفع الأثقال البارالمبية. أثار ذلك شغفها، فقررت أن تخوض هذه التجربة بنفسها.

ذهبت إلى النادي ووجدت الدعم من المدرب الذي اختبرها، وتفاجأت عندما استطاعت رفع 60 كجم منذ المحاولة الأولى. استحسنت اللعبة لأنها تحمل في طياتها تحديًا حقيقيًا لإرادتها، بعد سنوات من التجارب الصعبة.

خلال مشاركاتها في البطولات، كان دائماً إلى جانبها شريكها في الحياة، صلاح. بدأ الحب بينهما أثناء أولمبياد سيدني 2000، ومع مرور الوقت، جمعتهما إنجازات رياضية وزواج.

لكن الأمومة كانت تحديًا جديدًا في حياتها. غابت عن بطولة العالم 2006 لتربية ابنها محمد، وعندما كبر، عادت لتشارك في أولمبياد بكين 2008، حيث حصلت على ميدالية برونزية. ومع قدوم ابنها الثاني، إياد، غابت مرة أخرى عن أولمبياد لندن 2012.

مرّت بفترة صعبة بعد وفاة والدتها في 2015، التي كانت دائمًا تساندها وتدعمها. وفي لحظة وداع صعبة، فقدت نادية أمها، شعرت وكأن جذورها اقتُلعت.

اختار زوجها أن يتخلى عن أولمبياد ريو 2016 ليعطيها الفرصة للاستمرار، لكنها عادت مع خيبة أمل. ثم جاء دور طوكيو، لكن لم تتأهل. ومع ذلك، كان الأمل لا يزال ينبض.

في عام باريس 2024، بعد 16 عامًا من آخر تتويج لها في بكين، عادت نادية إلى المنصة في سن الخمسين. تصفيق العالم واحتفاء فريقها بها كان مؤثرًا، فهي تمثل الإرادة والتحدي، عرفت المعاناة وصقلت صبرها بسبب الدعم المتواصل من عائلتها في كل خطوة، وكانت دائماً تجد من يمد لها يد العون ويشجعها على المضي قدمًا.