تداعيات كارثية مليارات مفقودة في انهيار الأسهم السعودية

تداعيات كارثية مليارات مفقودة في انهيار الأسهم السعودية

شهدت السوق المالية السعودية انخفاضًا كبيرًا في نهاية تعاملات يوم الأحد، مسجلةً أكبر تراجع يومي لها منذ مايو 2020. وقد تأثر هذا التراجع بشكل كبير بالصدمات التي ضربت أسواق المال والطاقة العالمية في نهاية الأسبوع الماضي وكان الانخفاض سببه قرار الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية لا تقل عن 10% على جميع دول العالم، مما أدى إلى حالة من القلق والاضطراب في الأسواق الدولية.

تراجع مؤشر السوق الرئيسي

أنهى مؤشر السوق الرئيسي “تاسي” أول جلسات الأسبوع بتراجع نسبته 6.8%، ليستقر عند مستوى 11,077 نقطة، حيث شمل الانخفاض جميع القطاعات الرئيسية.

قيادتي الهبوط كانتا من نصيب قطاعي الطاقة والمواد الأساسية، معبرتين عن التأثير المباشر لتقلبات أسعار النفط والتجارة العالمية على اقتصاد المملكة.

خسائر الأسهم القيادية

لم تسلم الأسهم الكبرى من تأثير تلك التراجعات، حيث انخفض سهم شركة “أرامكو” السعودية، عملاق النفط، بنسبة 5.3% ليغلق عند 24.9 ريال للسهم، وهو أقل مستوى له منذ نحو خمس سنوات.

في قطاع البنوك، الذي يعد أحد الأعمدة الأساسية للسوق، شهدت أسهم بنك الرياض تراجعًا كبيرًا بنسبة تتجاوز 9.8%، تلاه بنك الجزيرة بانخفاض 7.4%، وبنك الراجحي بنسبة 5.9%. تشير هذه الأرقام إلى حالة من القلق التي سادت بين المستثمرين نظرًا للضغوط الاقتصادية المتزايدة.

خسائر ضخمة وحجم تداول مرتفع

بلغت القيمة السوقية للأسهم السعودية في نهاية الجلسة 9.198 تريليون ريال، بعد تكبد خسائر كبيرة تقدر بنحو 574.3 مليار ريال. ورغم هذه الخسائر، سجلت قيمة التداولات نحو 8.43 مليار ريال، مما يدل على نشاط مكثف في السوق في ظل سعي المستثمرين لتقليص خسائرهم أو إعادة تقييم مراكزهم.

حرب تجارية جديدة

يعتبر هذا التراجع جزءًا من موجة بيع عالمية تأثرت بقرار الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية شاملة على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وقد أدى هذا القرار إلى اندلاع حرب تجارية جديدة أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين، مما تسبب في تآكل تريليونات الدولارات من قيم الأسواق العالمية منذ نهاية الأسبوع الماضي.

تراجع أسعار النفط

تزامن تراجع سوق الأسهم مع انخفاضات حادة في أسعار النفط، حيث تكبد خام برنت انخفاضًا أسبوعيًا تجاوز 10%، ليصل إلى مستويات متدنية لم يشهدها منذ أكثر من ثلاث سنوات. وكان السوق السعودي قد أقفل الأسبوع السابق بانخفاض بنسبة تزيد عن 1%، مما جعله عرضة لمزيد من الهبوط مع بداية الأسبوع الجديد.

أكبر انخفاض منذ مايو 2020

يعد هذا التراجع هو الأكبر منذ 3 مايو 2020، عندما شهدت الأسواق العالمية تقلبات حادة نتيجة جائحة كورونا. ومع استمرار الآثار الناتجة عن القرار الأمريكي، يتوقع المحللون أن تظل الأسواق تحت ضغط قوي في الفترة المقبلة، خاصة في ظل غياب مؤشرات واضحة على تراجع التوترات التجارية أو استقرار أسعار الطاقة.

تشير الأحداث الأخيرة إلى أن سوق الأسهم السعودية، التي تعتمد بصورة كبيرة على قطاعي النفط والبنوك، تواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة الاضطرابات العالمية. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يبقى التساؤل: هل ستتمكن السوق من استعادة توازنها في الأيام القادمة، أم أنها ستدخل مرحلة أكثر تعقيدًا؟ في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون والمحللون التطورات المقبلة بحذر.