حكم الخروج من المنزل على جنابة وفق الشرع الإسلامي، هذا هو السؤال الذي استقبلته دار الإفتاء المصرية، حيث أجاب عنه فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مبينا الرأي الشرعي في هذا الموضوع.
حكم الخروج من المنزل على جنابة وفق الشرع الإسلامي
أكد علام أنه عند حدوث الجنابة يجب على الشخص السعي إلى الطهارة منها بأسرع ما يمكن، ويجوز له الخروج لقضاء حوائجه أو التصرف في أموره العامة، وقد ورد عن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما يشير إلى أن الجنب ليس بنجس.
واستشهد علام بما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال:
لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟» فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».
هذا ما أشار إليه الإمام البخاري، حيث قال: فقال:
(باب الجنب يخرج ويمشي في السوق وغيره، وقال عطاء: “يحتجم الجنب ويقلم أظفاره، ويحلق رأسه، وإن لم يتوضأ”)
هل هذا يجوز أو أنه لا بد من الاغتسال قبل الخروج؟
وأشار فضيلة المفتي إلى أن غسل الجنابة يمكن أن يتم بتأخير، وليس بضرورة أن يكون فورا، ولكن يفضل لبعض الفقهاء عدم تأخيره، تفاديا للوساوس التي قد تظهر نتيجة لذلك فقد ذكر العلامة ابن ميارة المالكي:
“تأخير غسل الجنابة قد يثير الوساوس، ويرجى الخوف من النفس، ويقلل البركة في الأعمال، ويقال إن الأكل في حالة الجنابة يسبب الفقر”.
وأكد علام أنه لا يلزم الشخص بالاغتسال على الفور، إلا في حالة إدراك وقت الصلاة، حيث لا يعاقب الجنب بتأخير غسل الجنابة ما لم يؤد ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها.