صفر: 1 للفلسطينيين!!!

بقلم: نيتعاحيطوف- هآرتس
من الصعب جدا الاثبات أن هناك تأثيرا سلبيا للاحتلال على المجتمع الإسرائيلي، ففي نهاية المطاف حياتنا هنا جيدة، جيدة بالفعل، ورغم ذلك، كانت في السنوات الاخيرة نقطتي تحول، حيث نشأ في اوساط الجمهور في اسرائيل نقاش حقيقي حول تأثير الاحتلال السلبي المحتمل، وهذا لم يحدث في سياق محاكمة “اليئورازاريا”، أو في اعقاب العمليات والانتفاضات، بل في سياق احداث هامشية ليس لها تأثير كبير على حياة الاسرائيليين اليومية.
النقطة المفصلية الأولى، كانت اقوال مدير عام شركة “أورانج” الدولية في العام 2015 حيث قال: “أنا مستعد لوقف عمل الشركة في اسرائيل في الغد”، هذه الكلمات، رغم أنها كانت كلمات دعائية فقط، أثارت ضجة كبيرة، والنقطة الثانية كانت قرار مجلس الامن بأن المستوطنات ليست قانونية حسب القانون الدولي، وفي هذه الحالة حدثت هزة كبيرة ايضا، رغم أن الحديث يدور عن تصريحات فقط.
إذا تم تحقيق الخطوة الدبلوماسية القادمة للفلسطينيين فستكون هذه، كما يبدو، المرة الثالثة، التي سيتصدع فيها غطاء اللامبالاة الاسرائيلي بالنسبة لموضوع الاحتلال، وهذه المرة،أيضا، لا يدور الحديث عن خطوة ستغير نمط حياتنا، بل عن خطوة صغيرة دعائية ولامعة.
في هذه الاثناء، يقوم الفلسطينيون بالطلب من اتحاد كرة القدم الدولي “الفيفا” التصويت في المؤتمر العام، الذي سينعقد في الشهر المقبل، يطالبون بتجميد ستة فرق اسرائيلية في الدوري. عدد قليل يعرف عن هذه الفرق، وحتى فرصها في الوصول الى المنافسات الدولية محدودة، ورغم ذلك، هذه الخطوة تصيب وزارة الخارجية بالرعب، الى درجة أنها أعطت توجيهات لسفراء اسرائيل في ارجاء العالم حول كيفية العمل على احباطها،وقال موظف رفيع المستوى في اسرائيل “يجب الاستعداد للسيناريو الاسوأ بالنسبة لاسرائيل عندما سيتم التصويت، فاذا حدث تصويت كهذا، فان فرصة اسرائيل للفوز فيه هي صفر”. (براك ربيد، “هآرتس” 20/4).
إن ما يجعل هذه الخطوة حكيمة وذكية هو قدرتها على احراج الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ودستور الفيفا ينص على أنه يُمنع على الدول اقامة فرق لكرة القدم في اراضي دول أخرى، والفرق في معاليه ادوميم واريئيل وكريات اربعوجفعات زئيف وغور الاردن وأورانيت، تناسب هذا التعريف حسب القانون الدولي، واذا لم توافق اسرائيل على تجميد هذه الفرق، فانه سيتم تجميد نشاط المنتخب الاسرائيلي كله في الفيفا.
اذا حدث التصويت في الشهر المقبل فان هناك احتمالين لرئيس الحكومة ووزير الرياضة ووزير التربية والتعليم.
الاول هو أن اسرائيل بإمكانها رفض تجميد الفرق الستة، وعندها سيتم تجميد نشاطات الدولة كلها في الالعاب الدولية للفيفا، وهذه ستكون ضربة قاضية للرياضة الاسرائيلية، وللمشجعين الإسرائيليين، الذين ينتمي البعض منهم الى الطرف اليميني في الخارطة السياسية، ولمكانة اسرائيل في العالم، والثاني هو أن توافق اسرائيل على تجميد الفرق الستة من اجل انقاذ الرياضة الاسرائيلية.
المشجعون المحليون قد يتنفسون الصعداء، لكن هذه الخطوة لن تمر من غير عاصفة سياسية بحجم التسونامي. تخيلوا بنيامين نتنياهو وميري ريغفونفتاليبينيت، يوافقون على اقتلاع ستة فرق من المستوطنات من المنتخب الاسرائيلي.
إن هذه الخطوة الفلسطينية هي تذكير مهم على أن استراتيجية المقاومة، غير العنيفة، للاحتلال تمسك في يدها المزيد من البطاقات الناجحة، وانتصار الفلسطينيين في هذه اللعبة سيكون في مستوى انتصار فريق كرة قدم من مخيم بلاطة على فريق بيتار القدس.